يتأوّهُ البازِلتُ في وجعٍَ ويَهْجسُ :
صِرْتُ أحلى حينما مرّيتِ موسيقى على عَتباتِ بَابي
تعْزفينَ مُوشّح الصّمْتِ المُعرْبش ِ
ياسمينَ صَبيّة عَبرَتْ تطقطقُ والصدى...
لا صَوْتَ في هذا الصّدى إلاّك ِ
نسْمةَ مغْربٍ تلْهو بأجْفانِ الدّجَى
أجّجْتِهِ عندَ احْتِراقِكِ ورْدَةً
والوَهْجُ عِطْرٌ كانَ يُنثرُ صاخِباً
والشّعْرُ يَنْضحُ من شُقوقِ الحَائِطِ المَكْسور ِ
هَجْراً مِنْ نسَاءٍ عَابراتٍ
إنتهَزْنَ الشّيْبَ يُشْعِلُ رَأسَهُ
أَحْرَقْنَهُ ثمّ احْترَقْنَ بشِعْرِهِ
وَرَمَادُهُنّ هُوَ الصّدَى..
وهوَ القصيدَةُ
جِئتِ كََيْ تتنقّحينَ بسَكْبها
أحْييْتِ ذاكرتي وأوْلجْتِ الزّمَانَ
عُروقَ سُوسٍ تشْرَبُ التّاريخَ/
يشْرَبها ويسْكرُ
أيُّ سُوسٍ ذاكَ يُسْكِرُ..
كيْفَ لا؟!
مادامَ يَقطُرُ مِنْ لَمَاكِ
مُعَتّقاً مِنْ رُبْعِ قَرْنٍ..
كُنتِ تعْتصِرينه ُ
شَامَاتكِ يَا شَامُ
تمْشِي فِي شَوَارِعِك ِ
جناح حَمَامَةٍ طَارَتْ
فَلمْ تُرْضِ السّمَاءُ غُرُورَهَا
هَبَطَتْ لِتَمْشِي
علّهَا قَدْ تَحْمِلُ الأرْضَ العَتِيقة َ
رِيشَةً بيْضَاءَ فَوْقَ جَناحِهَا وَتطِيرُ
كَيْ تصِلَ الثّرَى بالغَيْم/ِ
تفْتحُ بَابَ تومَا
شُرْفَةً نحْوَ المَدَى
-------------------------
تعربف بالشاعر:
راشد دحنون..
شاعر شاب من مدينة ادلب
طالب في كلية طب الاسنان - جامعة القلمون